إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

665 ـ توماس روبرت مالتس
Thomas Robert Malthus

          ولد توماس روبرت مالتس عام 1766م، الطفل السادس بين إخوته السبعة، في بيت ريفي، بناه والده في ووتن سري Wotton Surrey. وقد درس مالتس في صغره، على مدرسين خصوصيين في المدارس الخاصة، حتى عام 1784م، عندما أرسله والده إلى كلية يسوع في كيمبردج. وفي عام 1788م، عين كاهناً وأطلق عليه اسم رفرند روبرت مالتس.

          وفي عام 1793م عين زميلاً في كلية يسوع، كما عين مسؤولاً عن كنيسة صغيرة في ووتن، وربما تكون مساهمته في تعميد الأطفال أو، إتمام الزيجات، أو دفن الموتى، أعطته نظرة أولية في الموانع الإيجابية والوقائية، والالتزام الأخلاقي، والرذيلة، والبؤس.

          وقد حقق مقال (في مبدأ السكان)، الذي وضع فيه مالتس السلوك الجنسي، مفتاحاً للتحسينات الاجتماعية، شهرة فورية، إذ إنه أصبح مع أفراد، مثل داروين وماركس مثاراً لكثير من الجدل في القرن التاسع عشر. كما أعطته الرحلات الطويلة، التي زار فيها أسكندنافيا بعض الدول الأوربية الأخرى الفرصة لتجميع مواد مستفيضة عن السكان. وفي عام 1803م أصبح مالتس عميداً لويلزبي Walesby (في لنكولينشاير)، التي أعطته دخلاً مدى الحياة، دون أي التزام أكثر من دفع مبلغ بسيط لراعي الإبراشية. وفي السنة التالية، وكان عمره ثمانية وثلاثين عاماً، تزوج من إحدى بنات عمومته، حيث أنجب منها ثلاثة أطفال.

          وفي 1805م، عين مالتس أستاذاً للتاريخ العام، والسياسة، والتجارة، والتمويل في كلية شرق الهند الجديدة، التي تم إنشاؤها بالقرب من لندن، ولهذا يعد أول أستاذ إنجليزي في الاقتصاد السياسي. وقد كان واجبه الأساسي تدريس أولئك، الذين كانوا سيوظفون في شركة شرق الهند، والذين اتصفوا بالتمرد في بعض الأحيان، ومن الواضح أن الكلية لم تكن معهداً للعلم، ولكنها تركت لمالتس طاقة كافية، للالتحاق بعديد من النوادي وللإبقاء على اتصالات واسعة والذهاب إلى لندن، لرؤية عديد من أصدقائه، وكان أقربهم إليه ريكاردو، وقد توفى بنهاية عام 1834م نتيجة لأزمة قلبية.

          وتعتمد شهرة مالتس على كتابه الأول (مقال في مبادئ السكان، كما تؤثر في التحسن المستقبلي للمجتمع)، الذي نشر أولاً في عام 1798م (مالتس 1926م). وشجعته مناقشته مع والده، أن يأخذ على عاتقه توضيح أن التقدم الفني، والاجتماعي، مهما كانا كبيرين، ليس بوسعهما تحسين أحوال البشرية مادام السلوك السكاني على ما هو عليه. وبصورة خاصة، فإن قوانين الفقراء لن تؤدي إلى جعل الفقراء أسعد حالاً، ولكنها ستؤدي إلى زيادة أعدادهم. وقد دفعت قوانين الفقراء مالتس إلى الاقتصاد البحت، ففي كتيبه: (بحث في أسباب ارتفاع سعر المستلزمات) قال مالتس بأن مدفوعات الرفاهة إذا تمت زيادتها مع أسعار الغلال، فإنها ستساهم في زيادة تكلفة المعيشة.

          ويشكل كتاب (مبادئ الاقتصاد السياسي بالنظر إلى استخداماتها العلمية) عمل مالتس الرئيسي الثاني، الذي كان عملاً طموحاً، حاول به أن يتفوق على ريكاردو، الذي قد أصبح في موقع القيادة بين الاقتصاديين السياسيين بعد نشر كتابه " حول مبادئ الاقتصاد السياسي وفرض الضرائب. " في المبادئ عام 1817.